السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية "عزازيل" التي قام بكتابتها الدكتور "يوسف زيدان" الخبير في المخطوطات والفلسفة، والتي أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية
اعتبر الاقباط الرواية مسيئة، تطعن في العقيدة المسيحية، حيث تقول ببشرية المسيح وليس بألوهيته، معتمدة في ذلك على آراء "نسطور" المطرود والمحروم من الكنيسة الذي فصل بين الطبيعتين البشرية واللاهوتية للمسيح.
الرواية مأخوذة من مخطوطات هيبا التي عثر عليها عام 1945 بنجع حماديالاسم بالكامـــــــل : يوسف محمد أحمد طه زيدان تاريخ الميـــــــلاد : 30/6/1958
عنــوان المنـــــزل : جمهورية مصر العربية ، الإسكندرية ، زيزنيا، شارع الرياض ، برج الرياض، شقة 901
العمــل الحالـــــى : مدير إدارتىْ المخطوطات والتزويد بمكتبة الإسكندريةالموقع الالكتروني
http://www.ziedan.com/ انتبه يحوي الموقع علي تروجان للتجسس فخذ حذركالمؤهلات الأكاديمية ليسانس آداب / قسم فلسفة ، جامعة الإسكندرية 1980.
* ماجستير فى الفلسفة الإسلامية ، جامعة الإسكندرية عام 1985(عنوان الرسالة: الفكر الصوفى عند عبد الكريم الجيلى، دراسة وتحقيق لقصيدة النادرات العينية للجيلى مع شرح النابلسى) بتقدير: ممتاز.
* دكتوراة فى الفلسفة الإسلامية ، جامعة الإسكندرية عام 1989 (عنوان الرسالة: الطريقة القادرية فكراً ومنهجاً وسلوكاً، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلانى) بتقدير: مرتبة الشرف الأولى.
* درجة الأستاذية فى الفلسفة وتاريخ العلوم (ديسمبر 1999) بإجماع لجنة الترقيات بالمجلس الأعلى للجامعات .
الخبرات السابقة :
* قام بتدريس الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم بكلية الآداب بدمنهور - جامعة الإسكندرية (الفترة من عام 1992 إلى عام 1997)
* عمل مستشاراً لمشروع المخطوطات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصرى (الفترة من يوليو 1994 إلى يناير 1998)
* أشرف على سلسلة كتب الفلسفة والعلم التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وزارة الثقافة المصرية .. أصدر فى هذه السلسلة : قضايا العلوم الإنسانية؛ إشكالية المنهج ، عقل جديد لعالم جديد ، قضايا العلوم الإنسانية إشكالية المصطلح ، تنمية الذكاء الإنسانى، فلسفة الرياضة ، حى بن يقظان .
* عمل مشرفاً ومديراً لتحرير مواد الفلسفة وتاريخ العلوم بموسوعة الشروق التى تصدرها دار الشروق بالقاهرة .. صدر منها الجزء الأول.
* قام خلال السنوات العشر الماضية (منذ مطلع التسعينيات) بفهرسة ما يقرب من 18.000 (ثمانية عشر ألف مخطوطة) موزَّعة على مكتبات مصر : بلدية الإسكندرية ، جامعة الإسكندرية ، مسجد أبى العباس المرسى ، بلدية دمنهور المسجد المحلى برشيد ، بلدية شبين الكوم ، دار الكتب بطنطا ، المسجد الأحمدى بطنطا ، المعهد الأحمدى بطنطا ، مكتبة رفاعة الطهطاوى بسوهاج.
* أَشْرَف على سلسلة كتب تراثنا التى تصدرها دار الأمين ومطابع سجل العرب بالقاهرة .. أصدر فى هذه السلسلة : التراث المجهول - حديقة الحقيقة، لسنائى ، ترجمة د. إبراهيم الدسوقى شتا - حقيقة العبادات عند ابن عربى ، تأليف د. كرم أمين أبو كرم - ابن القَطَّاع الصقلى ، تأليف د.محمد أحمد عبد الدايم .
* عَمِلَ مستشاراً للتراث والمخطوطات ومشرفاً على قسم المخطوطات والكتب النادرة بمكتبة الإسكندرية (الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية ، مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة) وأميناً للتزويد بالمكتبة .. منذ عام 1994 .
عضوية الجمعيات والهيئات العلمية :
* عضو الهيئة الاستشارية لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة ( جامعة الدول العربية)
* عضو لجنة الإشراف والمتابعة لإقليم وسط وغرب الدلتا (الهيئة العامة لقصور الثقافة)
* عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتاريخ العلوم .
* عضو مجلس الثقافة بمحافظة الإسكندرية ، ومقرر لجنة العلوم الاجتماعية بالمجلس.
* عضو اتحاد كُتَّاب مصر .
* عضو الجمعية الفلسفية المصرية .
* عضو الجمعية العالمية لإحياء التراث الإسلامى (مصر)
* عضو الجمعية العالمية لتاريخ الطب (باريس)
* عضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية بالإسكندرية (عضو مجلس إدارة ومقرر لجنة العلوم الإجتماعية 1994: 1996)
* عضو اللجنة القومية لتاريخ وفلسفة العلوم (أكاديمية البحث العلمى )
* عضو اللجنة العليا للمعلومات والاتصالات .
* عضو مجلس إدارة مركز دراسات التراث العلمى (جامعة القاهرة)
-------------------------------------------------------------------------
رأي د يحي الجمل في الرواية نقلا عن صحيفة المصري اليوم بتاريخ ٢١/٧/٢٠٠٨http://www.almasry-alyoum.com/artic...rticleID=114070ورغم ما في «عزازيل» من متعة وقوة علي اجتذابك إذا بدأت قراءتها فإنك ستدرك بعد صفحات قليلة أنك أمام عمل مختلف تمامًا. أنت أمام دراسة في علم الأديان المقارن، أو أنت في دراسة عن اللاهوت، أو أنت في رحلة فلسفية ممتعة وعميقة وصادقة أيضًا
اللغة التي كتب بها يوسف زيدان هذا العمل هي لغة عربية راقية وعميقة وممتعة. وهذه اللغة يقينًا من إنشائه هو، وابتداعه هو، وليست من إنشاء الراهب «هيبا»، الذي قال إنه يترجم ما كتبه في أوراقه التي عثر عليها بالقرب من مدينة حلب.
والراهب «هيبا» نشأ في مدينة أخميم، وكانت طفولته قاسية إذ رأي والده يقتل وأمه تتزوج أحد قتلة أبيه، ويعيش هيبا مع عمه بضع سنوات. ويكتشف في نفسه ميلاً لدراسة الطب وللتفلسف، وأحيانًا يحلم بحياة الرهبنة لعلها تجلب السكينة إلي نفسه.
وهذا العمل الرائع عبارة عن سيرة ذاتية للراهب هيبا، كتبها بنفسه علي الرقوق، التي عثر عليها بالقرب من مدينة حلب أو كتبها يوسف زيدان وخلعها علي الراهب هيبا.
وأول محطة في هذه السيرة تبدأ عندما وصل الراهب هيبا، بعد رحلة طويلة شاقة استغرقت بضعة شهور، مر فيها علي قفار وقري ومدن صغيرة، أول محطة كانت في مدينة الإسكندرية.
ويصف هيبا كيف دخل إلي الإسكندرية، وذهب إلي البحر وكان يسمع أن العوم في البحر سهل، الماء يحمل العائم، وألقي هيبا بنفسه في ماء البحر وأحس بسعادة وراحة غامرة وهو يستلقي في استرخاء لذيذ وجذبه الماء إلي الداخل، ثم إذا به يدرك أنه ابتعد كثيرًا عن الشاطئ، وجاهد جهادًا عظيمًا حتي انهدَّ حيله وتعبت ذراعاه وهتف في باطنه: «يا يسوع المسيح كن معي الآن وسأنذر كل حياتي لك» ولمست قدماه الأرض حيث التقي بـ «أوكتافيا»، وكانت أوكتافيا سيدة إسكندرانية تعمل عند واحد من كبار تجار الإسكندرية، الذين يرتحلون كثيرًا، وكانت جميلة وذات دلال وأنوثة طاغية في عين هذا الذي جاء من أعماق الصعيد.
وعرف أن أوكتافيا وثنية، وأنها تكره اليهود وتكره الدين الجديد الذي جاء معه بالخراب - في زعمها - لمدينتها العظيمة الإسكندرية، وجري بينهما حوار لم يملك هيبا إلا أن يختتمه بقوله: «أنا راهب مسيحي»، وذهلت أوكتافيا وبكل ما فيها من عنفوان وثني زعقت في هيبا بصوت هائل كالرعد: «اخرج من بيتي يا حقير. اخرج يا سافل».
وخرج هيبا هائمًا علي وجهه من جديد.
هل يريد هيبا أن يقول - أم يريد ذلك يوسف زيدان - إن في تلك الأيام كان الدين أقوي من الحب.
وسمع هيبا في الإسكندرية عن «هيباتيا» التي كانوا يلقبونها بأستاذة الزمان.
كانت هيباتيا من شخصيات المجتمع الإسكندري المرموقة. كانت ابنة عالم كبير، وكانت هي بدورها مثقفة واسعة الاطلاع علي مذاهب الفلسفة، وكذلك في الرياضيات، وكانت تلقي محاضرة أسبوعية في الاستاد الكبير. وكانت هيباتيا علي دينها القديم لم تدخل المسيحية الوافدة حديثًًا علي الإسكندرية. وكانت هيباتيا في نظر المسيحيين وثنية.
ومع ذلك فإن هيبا الراهب، الغريب القادم من جنوب مصر، كان يراها وكأنها كائن سماوي.
وتنازعت هيبا كل المتناقضات: هل يبقي في الكنيسة ويعيش حياة الرهبان ويبتعد عن الدنيا، أم يخرج ويلحق بهيباتيا التي شغفته عن نفسه. ويتساءل هيبا هل ينسي هيباتيا ويحصر همه فيما جاء من أجله: الرهبنة ودراسة الطب ثم العودة إلي بلاده الأولي يعالج أجساد الناس ويعظ أرواحهم.
وانخرط هيبا في حياة الكنيسة، وكان يسمع عظة القس كيرلس، بطريرك الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، كل يوم أحد، ويتساءل أحيانًا عن مظاهر العظمة والأبهة التي تحيط بالمطران والثوب الممزق الملطخ بالدم الذي يراه علي السيد المسيح مصلوبًا فوق رأس كيرلس وهو يلقي موعظته. كانت حياة هيبا، كلها قلق وكلها متناقضات وكلها تساؤلات.
وحافظ هيبا علي حضور قداس الأحد ليسمع عظات الأنبا كيرلس. وفي أحد أيام الآحاد هذه شنَّ البابا كيرلس حملة عنيفة علي «الوثنيين الأنجاس» الذين يعيثون في الأرض فسادًا وهرطقة ويستهزئون بالكنيسة ويسخرون مما لا يعرفون، وبلغ غضب المصلين قصاراه عندما قال القس: «اعلموا أن ربنا المسيح يسوع قال ما جئت لألقي في الأرض سلامًا بل سيفًا!!».
واهتزت الجموع مهتاجة وتردد هتافهم: «بعون السماء سوف نطهر أرض الرب من الوثنيين» واندفع الجميع في حالة هياج مجنون إلي خارج الكنيسة يقصدون «الكافرة» هيباتيا، يقودهم مَنْ يسمي بطرس، ولحقوا بها في عربتها ولا حارس معها والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين «الكافرة»، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة. كانت عينها فزعة مما تراه حولها. تعقد حاجباها وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها: حبنان يا عاهرة يا عدوة الرب»، وجذبها بطرس وألقاها علي الأرض قائلاً: باسم الرب سوف نطهر أرض الرب.
ويصف هيبا في أوراقه المشهد الرهيب، مشهد «أبناء الرب» وهم يمزقون جسد هيباتيا (ص ١٥٥- ١٥٦ من رواية يوسف زيدان - نهاية الرق التاسع من رقوق هيبا).
ما الذي أراد هيبا أن يقوله في هذا الرق، أو ماذا يريد يوسف زيدان أن يقوله؟. هل من الممكن أن تبلغ الوحشية والقسوة والدونية بأبناء الرب هذا المدي الذي وصفه هيبا وترجمه يوسف زيدان؟ هل يمكن أن يدفع التدين؟ مهما بلغ صاحبه من تعصب وجهل إلي هذا المدي من القسوة والوحشية؟
وأتصور أن هذا المشهد في «عزازيل» يوسف زيدان يستحق أن نتوقف عنده، ونحاول أن نستكنه ما وراءه. وإن الذي وراءه لكثير.
ويل لهيبا وليوسف زيدان لو أن المؤسسات الدينية الرسمية قرأت ما خطته يمين كل منهما.
رابط الروايةاضغط هنا بعون الله